أنهى أسامة هوساوي مسيرته في شتاء 2018، بحوالي 140 حرف، في 5 تغريدات بصفحته على تويتر، أتبعها بشهادة دبلوم فيفا للإدارة الرياضية من القاهرة، وحاليا يعيش صاحب الـ37 عاما حياة هادئة مع زوجته وولديه ياسر وإبراهيم وسط أقليم أندر، حيث استعان بقدراته الفنية نادي شاتورو الفرنسي المملوك لرجل الأعمال السعودي الأمير عبدالله بن مساعد، والذي يحلم بأن ينقل "أبو كلبشة" وغيره من السعوديين إلى ملاحم أوروبا الكبرى.
أسمر نحيل، طباعه هادئة، وأخلاقه عالية، لا يمكن استفزازه مهما اشتدت حرارة اللعب، متجاهلا الصحافيين إذا حاولوا استدراجه إلى المناطق الرمادية، بينما امتلك مزيجا دفاعيا مذهلا قبل اعتزاله الكرة، أشبه بشراسة جميل والخليوي، وأناقة مالديني ونييستا، آنذاك كلما اقترب مهاجم من مرماه، حذّره بالمثل المكاوي الشهير القائل: "الحجر من الأرض والدم من راسك". ولد أسامة هوساوي في 31 مارس 1984، بمدينة رأس الخيمة الإماراتية، حيث عمل والده منتدبًا في مجال التعليم، بيد أن مدينة اللؤلؤ الثمين لم تترك ذكريات كثيرة في ذهن الطفل الذي سرعان ما عاد إلى مكة المكرمة، محظوظا ببركة الأرض الطاهرة والأماكن المقدسة. هناك وجد الفتى نفسه في بيت علم، فوالده إمام مسجد ووالدته حافظة لكتاب الله وتدرسه في تحفيظ القرآن، وذلك انعكس فتميز بالهدوء، رغم انتشار ألعاب الكبت والمزمار والبرجون في حارته. معظم صغار المكاويّين الذين ركلوا الكرة بالملاعب الترابية، في جرول والتيسير والقشلة وشارع منصور والمعابدة والمسفلة، نجحوا بالانضمام إلى فريقي حراء أو الوحدة، بينما استقبل الأخير القابع في البحيرات أسامة خلال وقت مبكر، قبل أن يتدرج في الفئات العمرية حتى الفريق الأول، ومن حسن حظه فقد درّبه وقتها الألماني بوكير الذي يعدّه هوساوي الأب الروحي، بعد أن حوّله من مدافع عادي إلى صمام أمان، محققا مع رفاقه عيسى المحياني وناصر الشمراني وعلاء الكويكبي، المركز الثالث في الدوري السعودي 2007.